يوميات موظف منبوذ بمدينة تيفلت

من بين أسوء السيناريوهات التي لا يمكن لموظف جماعي أن يتصورها في ممارساته المهنية أن يكون هذا الأخير منبوذا داخل أوساط المدينة التي يشتغل فيها، وهو الوضع الذي ينطبق على شخص يتقلد مسؤولية تدبير مصلحة إدارية حيوية، إذ يظل المعني في صراعات شبه يومية مع المرتفقين الذين ما فتئوا يتظلمون من تجاوزاته وخروقاته التي تنطوي في الغالب على الابتزاز نظير استفادة الفئات المذكورة من خدمات يكفلها لهم القانون، الأمر الذي يولد موجة سخط وعدم الرضى تجاه ذات المسؤول الذي أوكلت له مهمة القيام بأدوار وظيفية تحدد اختصاصاته المؤطرة بموجب نصوص قانونية.

وفي هذا السياق وفي ظل حالة الاحتقان التي تسبب فيها الموظف المنبوذ عاش هذا الأخير طيلة مدة توليه المسؤولية بمدينة تيفلت على وقع توقيفات وتنقيلات وإعفاءات من المهام، إذ أضحى الشخص المذكور عنوانا صارخا لجملة من التجاوزات والخروقات والتي بلغت حد اتخاد قرارات عقابية في حقه من طرف مسؤوليه، إذ لم تشفع للمعني حملاته التي سعى من خلالها لخوض حروبا بالوكالة دفاعا عن رؤسائه في مواجهة الأصوات الحرة التي تنتقد تدبير الشأن العام.

إن الرهان على دفاع الموظف المنبوذ عن منتخبين محددين والذين تلاحقهم فضائح بالجملة من قبيل استغلال النفوذ والشطط في استعمال السلطة ظل على الدوام خيارا فاشلا أتبث محدودية نتائجه، كما عرى في ذات الصدد عن ضيق رؤية الجهات التي تقف من ورائه والتي لم تجني من حملاته المكشوفة سوى الإخفاقات المتوالية والتي كانت سببا في توسع دائرة الاحتقان وبالتالي اندلاع أزمة صراعات واهية أدخلت المدينة في متاهات كان الأجدر أن يتم تجاوزها عوض الخوض في حيثياتها وتفاصيلها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock