سمير بوزيد يكتب : ” دور الصحافة في محاربة ومكافحة الفساد “

في إطار إغناء النقاشات الجارية حول دور الاعلام في تقويم تنزيل السياسات العمومية وقدرة وسائل الإعلام على مواكبة التحولات المجتمعية ومتابعة السياسات التي تباشرها الدولة سواء على مستوى التحسيس والمتابعة أو التقييم والمراقبة من منطلق المسؤوليات الجسام التي يتحملها الإعلام على مستوى التنوير وتشكيل الرأي العام بخصوص قضايا محاربة الفساد وربط المسؤولية بالمحاسبة.

اعتبر ان تعزيز الإطار الدستوري والقانوني للنهوض بحرية الصحافة والإعلام ساعد على تعميق البحث والنقاش حول دور الإعلام والصحافة في التأثير على السياسات العمومية الخاصة بمحاربة الفساد وربط المسؤولية بالمحاسبة؛ لما لوسائل الإعلام على أفراد المجتمع من تأثير وقوة في تشكيل الرأي العام وبالتالي التأثير على الجهود الوطنية على مستوى التحسيس والمتابعة أو التقييم والمراقبة للسياسات الحكومية الخاصة بمكافحة الفساد وكذا الاستراتيجيات المبرمجة خصوصا الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد.

كما ان وصول المعلومة إلى جمهور عريض باستخدام طرق جديدة عبر تنظيم حملات توعية للرأي العام بهدف مكافحة الفساد وحماية المال العام يستدعي، من جهة، عدم التراخي في التحسيس بعدم تعايش الناس مع الفساد واعتباره مسألة طبيعية وعلى نشر الوعي بضرورة الخروج من وقاية من الفساد إلى مكافحته تم محاربته من جهة أخرى.

وفي هذا السياق، ارى أن انخراط وسائل الإعلام بجميع انواعها إراديا في محاربة ومكافحة الفساد، انعكس ايجابا على المجتمع، وذالك بتحقيق التنمية المنشودة وتحسين مناخ الاستثمار والأعمال، والرفع من مستوى عيش المواطنين،

وفي هذا الصدد، لابد من التذكير بالدور المهم الذي لعبه الإعلام المغربي عبر جميع وسائله في

1 –  تنوير الرأي العام المغربي في مجال التخليق والحكامة. والتعريف باتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد، وكذا الحكامة الجيدة في دستور 2011 التي تتأسس على النزاهة والشفافية ز التضمينية والمساءلة كدعامات اساسية.

2 – متابعة الالتزامات الحكومية الخاصة بمحاربة الفساد وتنزيل أهداف الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد التي اعتمدها المغرب للفترة ما بين 2016 و2025،

3 – المتابعة الجدية لقضايا الفساد المثارة وتتبعها للوصول إلى حل نهائي لها.

تابعت وسائل الإعلام المغربي قضايا وملفات ومكافحة الفساد حول مظاهر الفساد واختلالات الحكامة بالقطاع العام والفساد السياسي والانتخابي وكذلك مظاهر الفساد بالقطاع الخاص

التي تورط فيها مجموعة كبيرة من الاشخاص الذاتيين والمعنويين.

حيت تداولت الوضعيات المالية والإدارية التي تمت احالتها من طرف المجلس الاعلى للحسابات والوسائل الإعلامية الموثوقة التي تتمتع بمصداقية ومقدرة على البحت والتحري والتقصي.

على جهات البحت المختصة للتدقيق في تدبير المالية والصفقات العمومية واختلالات الحكامة الحزبية والبرلمانية والاختلالات المتعلقة بمحيط الاعمال.

4 – قيام السلطة الرابعة بدورها في تقييم سياسات محاربة الفساد من منطلق الوعي بأهمية ادراج مكافحة الفساد ضمن منظور استراتيجي للمكافحة و الزجر.  يروم ترسيخ سياسات فعالة منسقة، تعزز مشاركة المجتمع وتجسد مبادئ سيادة القانون وحسن إدارة الشؤون والممتلكات العمومية والنزاهة والشفافية والمساءلة.

كما تتابع مدى تفعيل هذه السياسات الوطنية لمحاربة الفساد من حيت احترامها للأهداف المرسومة والمحددة بالآجال….

وفي الختام ان الدور المهم الذي تلعبه وسائل الإعلام في محاربة الفساد تتجلى في نشر ثقافة القدوة عبر التأسيس لحكامة الجيدة تتأسس على النزاهة والشفافية والتضمينية والمساءلة كدعامات أساسية

كما يتجلى في الارتقاء وتطوير التواصل والتحسيس فيما يخص في نشر تقوية آليات تخليق الحياة العامة وربط ممارسة المسؤولية بالمراقبة والمحاسبة ودسترة هيئات الحكامة الجيدة لإرساء قواعد المنظومة الوطنية لحماية المال العام والنزاهة بما يضمن تفعيل التزامات المغرب ويضفي المصداقية على مجهودات محاربة الفساد وترسيخ البناء الديموقراطي.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock