رياض الفرطوسي يكتب : عندما نعيش في عمق الوحل و لا نعلم …

أخطر ما يمكن أن يهدد فكر الإنسان وحياته تحويله إلى كائن غريزي همه الأساس الأكل والنوم . سعادته الكبرى الحصول على وظيفة وفي نهاية النهار يعود إلى المنزل منهكا بعد أن تم نزع أدميته وكرامته وأصبح ممتلئا بالقسوة والذل والعدوانية. في فضاء لا يوجد فيه استقلالية شخصية ( مجتمع التشابه يصبح وجود المختلف فيه كما لو أنه عصفور في حقل من الغربان ) . أي فكرة اختلاف تترجم على أنها انحراف . ليس أمامك سوى أن تمجد الأوهام والأساطير الاجتماعية وتتحدث بلغة سياسية رديئة من دون علم ومعرفة وفكر وتاريخ وأدب ونقد . أو أن تتحول إلى مساح أكتاف لصعاليك السياسة أو بائع فرارات متجول تنتظر المكافأة من هذا أو ذاك . أو أن تصبح مهرج في سيرك السياسة تخفي الأرانب تحت ملابسك الأنيقة لتبهر جمهور غير مدرك لمصيره ومستقبله. جمهور لا تعنيه الحداثة و لا القطيعة الفكرية مع الماضي السياسي ولا عن ثورة ثقافية . تبهره الواجهات والخطابات. الواقع الحقيقي غائب وغاطس تحت الشعارات البراقة ومحجوب خلف الصور والعناوين المركبة والمزيفة . لذلك ينصدم الجمهور في كل حقبة عندما يتفاجأ بظهور واقع جديد . سقوط نظام صدام مثالا . عندما زالت الخطابات والاستعراضات المسلحة والعنف والصور والتقارير السرية والتماثيل والأجهزة الأمنية . العالم يشهد وجود جيل جديد في كل عام تطور علمي وتقني وفكري وإنساني . لماذا لا نشهد نحن ولادة جيل جديد . بدلا من جيل العاطلين والمكبسلين . لابد أن نسأل من أي بيئة أو قاع خرجت لنا كل تلك العاهات والكوارث الاجتماعية .

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock