رموز الفساد بمدينة تيفلت يتظاهرون إلى جانب مهضومي الحقوق بمسيرات فاتح ماي بالرباط

في مشهد مثير للسخرية، تظاهر عدد من رموز الفساد بمدينة تيفلت إلى جانب مهضومي الحقوق بمسيرات فاتح ماي بشوارع الرباط مطالبين بالتوزيع العادل للثروة ونصرة قضايا الطبقة العاملة في عيدهم الأممي، إذ صدحت حناجرهم بشعارات كبرى من قبيل “هذا مغرب الله كريم لا حقوق لا قوانين” والحال أن الأطراف المذكورة كان يفترض أن تطالهم يد العدالة نظير تورطهم في فضائح بالجملة جراء تحصلهم على أموال خيالية مشكوك في مصدرها عقب استغلالهم لمراكزهم السياسية والوظيفية، الأمر الذي خلف موجة من النقاشات والانتقادات بخصوص ممارسات دعاة النضال الجدد والذين ارتدوا عباءة حقوق الإنسان دون سابق إنذار.

مناضلي تيفلت الجدد والذين تلاحقهم تهم فساد في العديد من القضايا، عمدوا إلى تنقيل عدد من الموظفين المتورطين في تجاوزات وخروقات كثيرة تنطوي على (الابتزاز، الارتشاء، النصب، إصدار الشيكات بدون رصيد، استغلال النفوذ، … إلخ)، إذ بلغ الأمر حد تزعم أطرافا محددة لمسيرات العمال مطالبين بالعدالة الاجتماعية والنهوض بأوضاع الطبقة العاملة، علما أن الجهات المذكورة شكلت على الدوام مصدرا للأزمة التي تعيشها شغيلة العديد من القطاعات الحيوية على مستوى المدينة التي ينتمون إليها والتي يشرفون على تدبير شؤونها.

إنها الإهانة بكل اختصار، حين أضحت الطغمة الفاسدة بمدينة تيفلت مصدرا للفعل النضالي الذي من شأنه تحسين ظروف عيش الطبقة العاملة والنهوض بأوضاعها الاجتماعية والاقتصادية على حد سواء، وفي هذا الصدد عبرت العديد من الأصوات الحرة عن تذمرها وسخطها لما آلت إليه احتفالات فاتح ماي لهذه السنة والتي باتت قبلة لأشخاص تعتري ممارساتهم العديد من التجاوزات والخروقات، والتي تقدم لا محالة إجابات واقعية عن واقع فقدان المركزيات النقابية لأدوارها المجتمعية الهامة مانحة بذلك الضوء الأخضر لجهات فاقدة للمصداقية كي تنفث سموم حقدها وغلها في الجسم الحقوقي الذي يشكل رهان تطويره خيارا استراتيجيا لا محيد عنه في تصورات الدولة الكبرى والمعلنة منذ عقود ولت من الزمن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock