إسرائيل توجه ضربة موجعة لإيران في دمشق

شنت إسرائيل غارة جوية دمرت فيها مبنى القنصلية الإيرانية في العاصمة السورية دمشق اليوم الاثنين، أسفرت وفق ما يؤكد المرصد السوري لحقوق الإنسان، إلى مقتل 11 شخصاً بينهم محمد رضا زاهدي القائد الكبير في “الحرس الثوري الإيراني”، بينما تشير وسائل إعلام إيرانية إلى مقتل 7 بينهم زاهدي.

وأضافت وسائل الإعلام الإيرانيّة أنّ استهداف البناء الواقع على أوتوستراد المزة، وهو ملحق بمبنى السفارة الإيرانية ويستخدمه السفير وعائلته كمقر إقامة، تمّ خلال اجتماع مع قيادات بحركة “الجهاد” الفلسطينية.

ونعى لبنانيون عبر مواقع التواصل الاجتماعي شخصاً يُدعى حسين يوسف من بلدة الخيام وسكان حي السلم، مشيرين إلى أنه قضى في الغارة الإسرائيلية على دمشق، وأنه أحد عناصر “حزب الله”.

من جهتها، ذكرت وسائل إعلام عبرية أن محمد هادي رحيمي مساعد زاهدي في فيلق القدس أحد قتلى الهجوم الإسرائيلي”، مشيرة إلى أن “الهجوم على دمشق بمثابة رسالة من الجيش الإسرائيلي إلى حزب الله”.

وأضافت أنه “على خلفية الهجوم، وافق رئيس هيئة الأركان وافق على خطط لمواصلة القتال في القيادة الشمالية”.

وأشارت كذلك إلى أن “المؤسسة الأمنية أوعزت لجميع بعثاتها الدبلوماسية خارج إسرائيل برفع حالة التأهب والاستنفار لدرجاته القصوى خشية حدوث رد إيراني قد يستهدف البعثات الدبلوماسية الخارجية إثر هجوم دمشق”.

المبنى سوي بالأرض

ورأى مراسلو رويترز الذين انتقلوا لمكان الهجوم بحي المزة بالعاصمة السورية دخانا يتصاعد من أنقاض مبنى سُوِيَ بالأرض وسيارات طوارئ متوقفة بالخارج.

وشوهد علم إيراني معلق على عمود أمام الأنقاض. كما انتقل وزيرا الخارجية والداخلية السوريين إلى مكان الهجوم.

وضربت إسرائيل أهدافا إيرانية أكثر من مرة خلال حربها مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) المستمرة منذ أكثر من ستة أشهر في غزة، لكنها رفضت التعليق على هجوم اليوم.

وقال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي: “لا نعلق على التقارير الواردة في وسائل الإعلام الأجنبية”.

وقالت وكالة تسنيم الإيرانية للأنباء إن خمسة أشخاص قتلوا في الهجوم الإسرائيلي. وأفادت الوكالة العربية السورية للأنباء بسقوط عدد غير محدد من القتلى والجرحى.

وكثفت إسرائيل غاراتها الجوية في سوريا ضد مسلحي جماعة حزب الله اللبنانية والحرس الثوري الإيراني، وكلاهما يدعم حكومة الرئيس بشار الأسد. وجاءت الغارات الإسرائيلية المكثفة بعد هجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) المتحالفة مع إيران على بلدات إسرائيلية في السابع من تشرين الأول أكتوبر).

الزمان والمكان المناسبين

بدوره، قال السفير الإيراني في دمشق إن ردهم على الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف القنصلية الإيرانية بدمشق سيكون قاسيا.

وأضاف “سنرد على الهجوم بالمثل، في الزمان والمكان المناسبين”.

كما دعا وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان المجتمع الدولي إلى “رد جدي” على القصف الإسرائيلي.

وفي اتصال مع نظيره السوري اعتبر اللهيان أن الضربة الإسرائيلية تشكل “انتهاكاً لكل الموجبات والمواثيق الدولية، وحمل “النظام الصهيوني تداعيات هذا العمل”، وشدد على “ضرورة أن يرد المجتمع الدولي في شكل جدي على هذه الاعمال الإجرامية”، بحسب بيان للوزارة.

واعتبر عبداللهيان أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين “نتنياهو فقد توازنه العقلي تماماً بسبب الإخفاقات المتتالية للكيان الصهيوني في غزة وعدم تحقيق الصهاينة أهدافهم العدوانية”.

وفي بيان آخر صدر مساء الاثنين، أشار المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني إلى أن “الجمهورية الإسلامية الإيرانية، مع احتفاظها بحقها في اتخاذ الإجراءات المضادة، ستقرر طبيعة رد الفعل ومعاقبة المعتدي”.

المقداد “يدين بقوة الاعتداء الارهابي

وندد وزير الخارجية السوري فيصل المقداد بشدة بالضربة الاسرائيلية التي استهدفت مبنى القنصلية الايرانية في دمشق.

وقال المقداد في بيان نقلته وكالة الانباء السورية الرسمية سانا: “ندين بقوة هذا الاعتداء الإرهابي الشنيع الذي استهدف مبنى القنصلية الإيرانية بدمشق وأدى إلى استشهاد عدد من الأبرياء”، مضيفا أن “كيان الاحتلال الإسرائيلي لن يستطيع التأثير على العلاقات التي تربط بين إيران وسوريا”.

وأفاد مراسل وكالة الصحافة الفرنسية إلى أن المقداد تفقد مكان القصف.

إدانات للهجوم

ودانت الإمارات العربية المتحدة في بيان صادر عن وزارة الخارجية استهداف البعثة الدبلوماسية الإيرانية في دمشق، كما دانت وزارة الخارجية القطرية بشدة الهجوم وقالت في بيان إنه “انتهاك سافر للاتفاقيات والمواثيق الدولية والأعراف الدبلوماسية”، مشددة على “رفض قطر التام استهداف البعثات الدبلوماسية والقنصلية وضرورة توفير الحماية لمنسوبيها بموجب القانون الدولي”.

من جهتها، ندّدت وزارة الخارجية الروسية بالهجوم “غير المقبول” على القنصلية، محملة الجيش الإسرائيلي مسؤولية الضربة.

وقالت الخارجية الروسية في بيان: “ندعو القيادات الإسرائيلية إلى وقف أعمال العنف المسلّح المستفزة ضد أراضي سوريا والبلدان المجاورة”، محذّرا من “تداعيات بغاية الخطورة” على المنطقة.

وفقاً للمعلومات القليلة المسرّبة، فإنّ زاهدي هو قائد “قوّة القدس” في سوريا ولبنان.

وقد تولى الإشراف على الفريق المسؤول عن نشر الدفاعات الجويّة الإيرانيّة في سوريا خلفاً للواء مصطفى جواد غفاري، الذي طرد من دمشق بأمر من الرئيس السوري بشار الأسد بعد خلاف مع روسيا في العام 2021.

ومن شأن هذه المنظومة الجوية التي يتم تطويرها في سوريا حماية مواقع ومصالح عسكرية إيرانية تتعرّض لهجمات إسرائيلية.

كذلك، شغل زاهدي منصب نائب رئيس عمليات الحرس الثوري الإيراني. وخلال الحرب الإيرانية – العراقية شارك في قيادة كتيبة في الحرس الثوري.

ووفق ما ذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، فإن زاهدي هو “أكبر جنرال يُقتل منذ اغتيال قاسم سليماني”.

وأضافت: “شغل زاهدي منصب قائد فيلق القدس في سوريا ولبنان، وخدم في العديد من المناصب العليا في الحرس الثوري، بما في ذلك خلال الحرب الإيرانية العراقية، وقاد كلاً من القوات الجوية والقوات البرية”.

وقالت الصحيفة “إلى جانب كونه قائد فيلق القدس في سوريا ولبنان، فقد شارك أيضا في توجيه الإرهاب داخل إسرائيل، وسبق أن قال مسؤول أمني إسرائيلي لوكالة رويترز للأنباء إن زاهدي يرأس الوحدة 1800 في فيلق القدس، التي نظمت شحنات الأسلحة إلى سوريا تحت غطاء المساعدات الإنسانية التي تدفقت على البلاد بعد اندلاع الصراع هناك”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock