نعيمة فرح تكتب : الحاجة لرص الصفوف

كلنا نعلم بأن المغرب يواجه حربا شرسة سواء من الجيران او ممن يقفون وراءهم.

وكلنا يعلم بأن كل الوسائل المباحة وغير المباحة تستعمل لكي تحد من تقدم المغرب، وثنيه عن السير في الطريق الذي اختارته بداية العهد الجديد من مصالحة و مساءلة وبناء..في سبيل الوصول إلى الديمقراطية المنشودة.. والتي سقط في سبيلها المئات.

ونعلم أكثر أن كل هذه المناورات قد نجحت في بعض الأحيان ربما بفضل اذنابها المتواجدين بيننا…. لذلك كنا نرى تعثر وتراجع وحتى ردة في بعض الأمور التي قطع معها المغرب.. ونظم من أجل ذلك مصالحة مع ماضيه وجبر ضرر من تضرر …

المنحى الذي اتخذه النظام جعل المغرب يخرج من طوق التبعية والبحث له عن موطئ قدم في مساحة الدول الصاعدة.

وهذا لا يمنع من وقوع أخطاء …لكنها أخطاء البحث عن الأصلح.

وهذه الاستقلالية التي بدأت توسم التصرف المغربي جعلت الخصوم يدخلون في هستيرية عدائية همها الأول والأخير هو تدمير المملكة …ومنهم من وظف شعبه في هذه الحرب القذرة التي لن تساهم الا في مزيد من تقهر الشعوب.

أمام هذا الواقع الذي نعرفه جميعا، كان المفروض هو التحام الجبهة الداخلية ووضع اليد في اليد حتى نكون صفا واحدا وراء الملك ومن اجل الوطن.

لكن جزء كبير مما يقع اليوم هو غير ذلك المطلوب …

هناك فئة لا يهمها الا ما تجنيه من أرباح من وراء هذا الصراع المفروض على المغرب فسارعت إلى الزيادات والزيادات والزيادات …

وهناك فئة تسارع الزمن قبل انقشاع الجو من أجل تمرير قوانين إما تضمن لها البقاء الابدي في كراسيها او لتمرير قوانين تبعد عنها المحاسبة …أو أخرى تضرب في العمق الدين السمح الذي استطاع التعايش به وحوله المغاربة منذ قرون وقرون.

وفوق هذا وذاك اختلقت صراعات هامشية…من أجل إلهاء جزء كبير من الشعب …أو من أجل تهييجه.. من يدري ربما يرغبون في أن يخرج للشارع محتجا ومطالبا….

لكن ما يغيب عن هؤلاء هو أن جل المواطنين لهم كل اليقين بأن الملكية في المغرب هي صمام الأمان ومستعدون للدفاع عنها بالغالي والنفيس.

من جهة أخرى كنت آمل (وأنا أنتمي إلى هذا الجسم) أن يكون للصحافة دور في تقوية اللحمة الوطنية والوقوف إلى جانب المواطن في قضاياه الكبرى التي لها ارتباط وطيد بالحفاظ على كرامته وإنسانيته.. لكن العكس هو الذي يحدث، فللأسف تحول بعضها إلى مدافع عن مصالح من يدفع إن لم أقل شيئا آخر. وتحول البعض الآخر إلى متاجر بمآسي وآلام البسطاء بل تخصص في ذلك …

الباحث في الشأن المغربي اليوم لابد وأن يقف على حقيقة واحدة وهي أن كل شيء “تميع…”

وليس بمثل هكذا ميوعة سنصد ضربات الخصوص …

لذا فليحاول كل واحد منا وضع الوطن كأولوية الأولويات …فالعدو خارجي وليس داخلي …

لكن ذلك لا يمنع من محاربة الفاسدين والجشعين وكل من يمتص دم الشعب بتلذذ مرضي.. فهؤلاء هم آيادي الخصوم الداخلية.

بواسطة
نعيمة فرح

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock