منصف المرزوقي يكتب : اللهم لا شماتة
لكن عندما تنظر لما يجري فإنك لن ترى إلا عقاب التاريخ لسياسات خاطئة وحسابات صغيرة
ما هي القوى الداخلية التي ساهمت في إجهاض ثورتنا المجيدة (والتي لولاها لما استطاع محور الشر أن يفعل شيئا)؟
- بقايا العهد القديم التي رفضت كل تأقلم وكل تنازل حتى في إطار العدالة الانتقالية
- إعلام العار الذي رذل الثورة والثوريين
- الاتحاد الذي كان رأس الحربة في الثورة المضادة بغضا للنهضة
- قيادة النهضة التي نادت في 2014 بالتصويت لقائد الثورة المضادة وتحالفت مع كل الأحزاب الفاسدة لضمان بقائها.
يتضح اليوم أن هذه القوى الأربعة التي صفت الثورة لم تفعل بسياساتها إلا تصفية الإطار الوحيد – دولة القانون والمؤسسات -القادرة على حمايتها وحماية الوطن والثورة والديمقراطية.
بسياساتها الخاطئة لم تفعل هذه القوى في عملها السياسي إلا تعبيد الطريق للقوى التي هي الآن بصدد تدميرها وتدمير الوطن.
ها هي القوى الأربعة التي دمرت الثورة تدفع ثمنا يبدو أنه ما زال في بدايته وكل من ظن نفسه ” مهف” سيجلس حول مائدة الطعام الفاخرة هو على قائمة الأكل.
من حسن الحظ أن المنقلب هو الآخر لا يفعل بسياساته الحمقاء إلا تعبيد الطريق للقوى التي ستدمره هو.
الوقت ليس للشماتة أو للمعاذير التافهة والإنكار والندم والتهرب من المسؤولية.
الوقت للمؤتمر الوطني الديمقراطي لكل الذين استوعبوا الدروس والتجمع تحت راية دستور الثورة وإطلاق المقاومة المدنية إلى نهاية الانقلاب واستئناف المسار الذي توقف سنة 2014 أي مواصلة بناء دولة القانون والمؤسسات الكفيلة وحدها بحمايتنا من بعضنا البعض وحماية الوطن من أخطائنا وحماية الشعب من أن يسقط مرة أخرى بين براثن دجال غير كفؤ غير شرعي غير سوي.
ولا بد لليل أن ينجلي.