منتصر حمادة يكتب : قراءة حول كتاب ” التنوير و العدمية في السينما العربية “
ليس صدفة اشتغال الأقلام الفكرية على موضوع السينما. وليس صدفة تواضع عدد هؤلاء هنا في المغرب والمنطقة، لأن هذه القضايا مستجدة من جهة، حضور صورة اختزالية حول السينما، والأمر نفسه مع صورة الفلسفة، ضمن عوامل أخرى.
ومن هنا أهمية التنويه بالأعمال التي تشتغل في هذه المجالات، ومنها هذا الكتاب حديث الإصدار للصديق عزيز الحدادي.
مما جاء في غلاف الكتاب: “لا يمكن للجمهور أن يبلغ التنوير سواء بالفلسفة أو السينما إلا عن طريق صدمة التاريخ، ذلك أن الوعي التاريخي أعنف من الوعي الذاتي، فمن خلاله تستطيع الذات تحقيق الحرية والفكر في الوطن، كما حدث لتلك الشعوب التي حاربت الاستعمار بالفعل، وليس يصدق هذا على من زور وثيقة الاستقلال، هكذا إصلاح نمط التفكير بالنسبة للأغلبية التي لا تفكر، بل وتكون عائقاً أمام الاستعمال العمومي للفكر. من أجل التنوير إذن «لا يتطلب الأمر شيئا آخر غير الحرية، وبالضبط تلك الحرية الأقل ضررا، أي حرية الاستعمال العمومي للعقل في كل الميادين» ذلك أن أي تقييد للحرية يعيق التنوير. ربما أن الحرية هي الإرادة حين تعبر عن ذاتها وتتعرف على هويتها، فإنه من العبث أن يتحكم فيها رجال الدين المبجلين، فمن الحماقة أن يكون أوصياء الشعب هم أنفسهم قاصرين، لا علاقة لهم بالحرية لأنهم لم يفكروا بعد”.