تيفلت : فعاليات تجتمع في لقاء تشاوري تحضيرا لتنظيم يوم دراسي حول الرياضة

انعقد يوم أمس الثلاثاء 14 ماي الجاري، ابتداء من الساعة الثامنة مساء بمقر مؤسسة “مغرب أنباء” للإنتاج السمعي البصري بتيفلت، اجتماعا تشارويا للعديد من الفعاليات الرياضية، هم بالأساس التداول حول مشروع إحداث مكتب مديري يعنى بتدبير الشأن الرياضي، وهو الموضوع الذي استأثر باهتمام بالغ من قبل الرأي العام المحلي على مستوى المدينة، وذلك لعدة اعتبارات لعل أبرزها التوجهات الاستراتيجية الكبرى المعلنة من طرف الدولة بشأن التحضير لمنافسات كأس العالم والتي ستحتضنها بلادنا سنة 2030، إذ بات لزاما على كافة الفاعلين والمتدخلين الانخراط في هذا الورش المفتوح وفق رؤى تنسجم مع توجيهات جلالة الملك الرامية لإنجاح هذا الحدث الرياضي العالمي والذي سيشكل لا محالة دعامة أساسية للتنمية البشرية بوطننا.

إن النقاش بشأن إحداث تنظيم يعنى بتدبير الشأن الرياضي بمدينة تيفلت، ليس وليد الصدفة بل جاء في سياق طفرة نوعية شهدها القطاع الرياضي على امتداد السنوات الأخيرة، الأمر الذي أضحى يستلزم اعتماد آليات عملية مبتكرة لجلب موارد مالية بمقدورها الحفاظ على هذا التراكم والزخم النوعي الذي طبع مسار العديد من الجمعيات الرياضية العاملة في هذا المجال، إذ لم يعود كافيا المراهنة على دعم المجالس المنتخبة لضمان استمرارية إشعاع الفعل الرياضي على مستوى المدينة، كما أن مظاهر التسيير التقليدي باتت اليوم متجاوزة وتتطلب نوعا من التجويد والتأطير خاصة فيما يتعلق بالموارد البشرية التي بإمكانها مواكبة هذه التحولات المتسارعة والتي من شأنها صناعة جيل جديد من الكفاءات والطاقات، حتى تصبح بلادنا مؤهلة للانخراط في أجواء التحضير لمنافسات كأس العالم 2030 والتي ستنظم ببلادنا باحترافية عالية تستجيب لتطلعات المغاربة العاشقين لكرة القدم.

وقصد ضمان النجاح المأمول، حرص الحاضرون خلال اللقاء المذكور على ضرورة جعل المحطة الأولى ذات بعد تشاوري، وذلك بغية استعراض تصور عملي شمولي ومنفتح يراعي شروط انخراط كافة الجمعيات والأندية العاملة في الشأن الرياضي دون إقصاء، في أفق توجيه الدعوة لمختلف الفاعلين للمشاركة في فعاليات اليوم الدراسي المزمع تنظيمه يوم 01 يونيو 2024، والذي سيخصص للقيام برصد دقيق لواقع الرياضة بمدينة تيفلت، قصد وضع خارطة طريق للنهوض بالوضع الرياضي على جل المستويات والأصعدة.

في بداية هذا اللقاء التشاوري استعرض السيد “حسن اليوسفي” مدير مؤسسة “مغرب أنباء” الخطوط العريضة للاجتماع أمام الحاضرين موضحا أن هذه المحطة ستعرف مبادرات أخرى وذلك قصد امتلاك تصور مندمج يروم إحداث تنظيم يعنى بتدبير الشأن الرياضي على مستوى مدينة تيفلت، كما عبر عن تثمينه لحضور فعاليات وازنة من شأنها أن تعطي لهذا المشروع طابع التميز وبالتالي ضمان استدامة نجاحه في المستقبل حتى يعود بالنفع على كافة الجمعيات والأندية العاملة في المجال الرياضي.

عقب ذلك أبرز “أحمد الطوكي” الإطار الوطني بوزارة الشباب والرياضة والذي يشغل في الآن ذاته صفة رئيس للمجموعة الاجتماعية التربوية بدار الشباب عبد السلام المساري القريشي بمدينة تيفلت، في عرض قدمه أمام الحاضرين أهم الشروط المتطلبة لتأسيس مكتب مديري يعنى بالتدبير الرياضي، كما أوضح في ذات الصدد المكتسبات التي يمكن أن تتم مراكمتها من وراء هذه المبادرة ومدى انعكاسها على واقع التنمية على مستوى المنطقة، مستدلا بالمقتضيات القانونية التي تؤطر العمل في هذا الشأن، قبل أن يدعو إلى ضرورة العمل من أجل ضمان حضور مختلف الفاعلين بالمنظومة الرياضية خلال اليوم الدراسي المزمع تنظيمه في المستقبل القريب.

من جهته بسط “إسماعيل البنوري” مدير المركب السوسيو-رياضي سعيد بلقولة بمدينة تيفلت، خلال مداخلة له بالمناسبة، جملة من المعيقات والمشاكل التي من شأنها أن تعترض مسار إحداث مكتب مديري يعنى بالشأن الرياضي بمدينة تيفلت، مستعرضا في ذات السياق تصورات بديلة تنسجم مع التوجهات المعلنة من قبل الدولة بالمجال الرياضي، مضيفا أن خلق إطار يوحد ظروف اشتغال كافة الجمعيات والأندية الرياضية سيحقق دعامة لمسارات التنمية التي تشهدها مدينة تيفلت، كما سيساهم لا محالة في ضمان التوزيع العادل للدعم العمومي بين مختلف الفاعلين في هذه المنظومة، مما سيشجع التنظيمات المعنية بهذا التوجه من أجل بدل مزيد من الجهد والعطاء لتحقيق الغايات المرجوة.

وفي كلمة شدت انتباه الحاضرين، كشف “مصطفى واكريم” أحد أبرز المسيرين الرياضيين بمدينة تيفلت، عن تحديات المشهد الرياضي بمدينة تيفلت وكذا الرهانات المطروحة في هذا الصدد، معتبرا أن إشكالية الدعم العمومي ظلت شبحا يتهدد مسارات العديد من الجمعيات والأندية الرياضية، مبرزا أن تنظيمات محددة بعينها فشلت في تحقيق أهدافها فيما أخرى عاشت على وقع التذبذب في النتائج هذا في الوقت الذي لازالت فرق تتلمس خطواتها نحو النجاح المفقود، كما أضاف المتحدث أن جوهر المشكل يكمن بالأساس في محدودية الموارد المالية التي تتلقاها التنظيمات العاملة في المجال الرياضي، وفي هذا الصدد أوضح الفاعل المذكور أن التنظيم الجديد الذي ينتظر أن يتم تأسيسه في المستقبل القريب بمقدوره جلب غلافات مالية كبيرة موضحا تصوره للانخراط في هذا المشروع وضمانات نجاحه على حد سواء.

 

 

وفي سياق مرتبط بذات الموضوع، عبر“أحمد أمزيان” رئيس نادي وداد تيفلت لكرة القدم سابقا، عن استعداده للانخراط بشكل مسؤول في دعم هذه الدينامية، موضحا أن الظرفية الحالية بمدينة تيفلت تستلزم ضرورة توحيد جهود مختلف المتدخلين والمهتمين لإنجاح هذا المشروع الذي سيحقق نتائج مهمة حسب وصفه، كما سيساهم في تعزيز حضور مدينة تيفلت في المحافل الوطنية والدولية، مشيرا أن رهان إشراك الكفاءات والطاقات أضحى خيارا لا محيد عنه، وذلك بالنظر للأوراش الكبرى التي تشهدها بلادنا في هذا الشأن والتي تنسجم مع توجيهات جلالة الملك الرامية لجعل الرياضة في خدمة التنمية.

 

مداخلات أخرى استعرض من خلالها عدد من الفاعلين وجهات نظرهم بشأن مشروع إحداث تنظيم يعنى بتدبير شؤون الرياضة بمدينة تيفلت ويتعلق الأمر ب(“بدر لحريزي” رئيس فريق نجمات تيفلت لكرة القدم النسوية)، (“عبد الرحيم بودفل” مدرب وداد تيفلت لكرة القدم سابقا)، (“سعيد عنبر” رئيس جمعية جيل تيفلت الرياضية)، حيث أجمع كافة المتدخلين على ضرورة تعزيز الدينامية الرياضية التي تشهدها مدينة تيفلت على جل المستويات والأصعدة، وذلك من خلال توفير الموارد المالية لكافة الجمعيات والأندية العاملة في القطاع الرياضي، وتحسين ظروف عمل الأطر الرياضية المؤهلة للاضطلاع بمسؤوليات تسييرية تروم دعم أوراش التنمية المعلنة بالمنطقة.

 

جدير بالذكر أن اللقاء التشاوري المذكور عرف انسحاب “جواد الصاحب” رئيس فريق وداد تيفلت لكرة القدم، بعلة مشاركة أحد الفاعلين الرياضيين الذي سبق أن كان موضوع خلاف معه، إذ ورغم المساعي الحثيثة لأطراف حضرت الاجتماع لثني المعني قصد العدول عن قراره، غير أن هذا الأخير تشبث بقرار مغادرته للقاء، وهو ما خلف ردود أفعال متباينة انتهت بطرح أزمة النزاع بين الطرفين للنقاش، حيث تم بحث السبل الكفيلة لطي الخلاف بشكل نهائي، انتصارا للمصلحة العامة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock