الغلوسي يحصي إخفاقات حكومة أخنوش قبيل شهر رمضان

قال محمد الغلوسي رئيس الجمعية المغربية لحماية المال العام أن الحكومة ستخرج كعادتها لتطمئن المغاربة بتوفر العرض وكفايته من المواد الإستهلاكية خلال شهر رمضان المبارك ،كما ستخبرنا بأنها عازمة على تعبئة اللجن لمراقبة الأسعار وجودة المنتوجات المعروضة في السوق وأن هذه اللجن لن تتوانى في زجر المخالفين وتحرير محاضر المخالفات وإحالتها على الجهات المختصة
الغلوسي أضاف أن الحكومة تناست وعودها التي قطعتها على نفسها والتي تتعلق بإنخفاص الأسعار خلال شهر رمضان وأن ارتفاعها ظرفي ولن يستمر طويلا ،لكن الواقع يكذب الحكومة ذلك أن الأسعار لازالت ملتهبة وانخفضت فقط في تلفزيون العرايشي وحده.
و قد أشار الغلوسي أن الحكومة سبق لها أن جندت لجن للمراقبة قامت بدور برتوكولي دون أن تتمكن من التأثير في الأسعار ولم تستطع الإقتراب من مواقع ومراكز الإحتكار الكبرى ،لتعمد بعد ذلك إلى إصدار توجيه عن طريق وزارة الأوقاف إلى الفقهاء لكي يحدثوا الناس عن مساوئ الإحتكار والغش وكيف أن الإسلام ينبذ ذلك
وهكذا تريد الحكومة “الليبرالية “أن تنافس “الحكومة الملتحية ” السابقة وتسرق منها بعض شعاراتها وذلك بإقناع المجتمع بأن الإحتكار والمضاربة والغش والفساد له علاقة بمشكلة أخلاقية صرفة وعلينا أن نتجند جميعا لمحاربة هذه الظواهر الشاذة بالموعظة الحسنة وعلى الناس أن يقتنعوا بأن ارتفاع الأسعار وضرب القدرة الشرائية للمواطنين وسيادة الإحتكار والفساد والغش لا علاقة له بالإختيارات السياسية والإقتصادية والإجتماعية للحكومة وإنما معضلة أخلاقية لغياب مانسميه “القناعة “والتي تعبتر كنزا مهما ومفتاحا لحل مشكلة إلتهاب الأسعار وإحداث ثقوب كبرى في ميزانية الأسر المغربية
إنه آخر صيحات الإجتهاد والإبتكار السياسي لدى حكومة الباطرونا ورجال المال والأعمال والتي طبعت مع الفساد والريع ورفعت الأسعار ووسعت هامش الربح لدى لوبيات الإقتصاد والمراكز الإحتكارية الكبرى والشركات العملاقة ،وفي مقابل ذلك ضربت القدرة الشرائية لأوسع شرائح المجتمع وحمت لصوص المال العام والمفسدين وأقبرت كل القوانين التي من شأنها مساءلة هؤلاء اللصوص وفي مقدمتها تجريم الإثراء غير المشروع كما وضعت الإستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد في الرفوف ،فهل ستراجع الحكومة اختياراتها وسياساتها التفقيرية واللاشعبية أم أنها ستستمر في نهجها النيوليبرالي المتوحش وحينها ستقودنا نحو أفق مجهول ؟
محمد الغلوسي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock