ياسمين لمغور تستعرض وجهة نظرها بخصوص الإعلام المغربي و الجزائري

بناء على جمع وتحليل وتلخيص بيانات ومعطيات تهم وسائل الإعلام الرسمية المغربية والجزائرية، أظهرت دراسة إحصائية مبينة على عينة من آلاف المقالات الصادرة عن وكالة المغرب العربي للأنباء من جهة ووكالة الأنباء الجزائرية من جهة أخرى، أن الصحة النفسية لمن حشرنا الله معهم في الجوار جد مضطربة وهائجة إلى كثيرة الهيجان كما هو مبين في الصورة على اليسار رفقته.

والملاحظ هنا أن الإعلام الرسمي الجزائري يتحدث عن المغرب أكثر مما يتحدث عنه الإعلام الرسمي المغربي نفسه، ويمكن تفسير هذه الظاهرة الغريبة انطلاقا من زاويتين، الأولى -وهي الأقرب للمنطق-أنها رقصة «الديك» المذبوح، ديك اعتقد لسنوات أنه المسؤول الفعلي عن حماية حظيرة الدواجن فما كان إلا أكبر مستغل لها، ديك روّض الفنك وجعله من مريديه المخلصين، ديك لا يرى الملائكة ولا يؤذن بل يصيح هنا وهناك فقط ليحمي بعض دواجنه من أخطار محتملة قد تفتك به وبمريديه.. أما الزاوية الثانية وهي لا تقل بئسا عن الأولى، والتي يمكن تفسير سلوك الجيران من خلالها، أنها أشد وأقصى درجات الحسد والهوس معا، بدولة “ما بين العصر والعشاء”.. دولة قطعت أشواطا ومراحل جد متقدمة في مجالات عدة، ديمقراطيا، حقوقيا، تنمويا، اقتصاديا و اجتماعيا..الخ فاللهم كثر حسادنا “لأن كثرة الحساد، تعني كثرة المنجزات والخيرات”. وأقف هنا ولهذا الحديث بقية..

من ناحية أخرى، وليس بعيدا عما ذكرته أعلاه، انتشرت عطالة فكرية رهيبة في صفوف عدد لا بأس به ممن يمارسون السياسة في بلادنا، وأقصد هنا بعض المحسوبين على المعارضة ولن أعطيهم شرف ذكر أسمائهم في تدوينتي، فلا هو أمر يشرفني ولا يسعدني.. فلو كانت المعارضة شخصا لتبرأت منهم واحدا واحدا، لا إنتاج ينتجون ولا إبداع يبدعون، عطالتهم الفكرية جعلت من اسطواناتهم المشروخة خطابا رتيبا لا يتطور، اسطوانات أسقطتهم سقوطا مدويا في انتخابات 8 شتنبر، ولولا القاسم الانتخابي الذي يعارضوه لما كان لهم مقعد ولا مجموعة..

مع الأسف لم يتعلموا من أخطائهم بل أعادوا الوقوع فيها، أعادوا الاتهامات المجانية لطرف سياسي باستغلال أزمة ارتفاع أسعار اللحوم واستفادة مقربين منه من إلغاء رسوم الاستيراد، أعادوا الاتهامات في احتيال شركات المحروقات على المغاربة بشرائهم الغازوال الروسي الرخيص جدا وما هو برخيص.. خطابهم مبني بكامله على الاتهام و شيطنة الغير، وأنا شبه متأكدة أنهم على دراية تامة أن اتهاماتهم باطلة لأنهم أكثر العارفين أن مستوردي اللحوم الحمراء أصلا “لاعبين ناقصين” ونحن في حاجة إلى المزيد من المستوردين حتى تحافظ بلادنا على استقرار الأسعار وانخفاضها حماية للقدرة الشرائية للمواطنين، فالذي يهاجم اليوم تلك الفئة لا يريد الخير لاقتصاد الوطن ولا لأبناء الشعب “فيناهوما هاد المستوردين واش حنا لقيناهم بما يكفي لتلبية حاجيات السوق الوطني ؟”..

وفي ذات السياق، واصل هؤلاء العاطلون فكريا رفض النقاش الإيجابي والباني وعادوا إلى اتهام شركات المحروقات باستيراد الغازوال الروسي وكأنهم يسمعون بذلك لأول مرة، عوض أن ينشروا الحقيقة للمغاربة ويقولون أن استيراد الغاز الروسي كان دائما في المغرب وحتى في حكومتهم وهو لا يتجاوز %10 وأن سعره ليس رخيصا مقارنة بالباقي لأن الاستيراد حر ويخضع لمنطق العرض والطلب..

خبث رهيب وعقلية متزمتة لدى هؤلاء العاطلون فكريا، وليعذروني على هذا الخبر السيء الذي سأتقاسمه معهم: تشويشكم لن يؤثر على الحكومة مع الأسف، بل هو محفز كبير لمواصلة الطريق بثقة أكثر ومقياس واقعي يدل على قوة المنجز الحكومي.. غيروا الخطة جزاكم الله خيرا حتى يتمكن القاسم الانتخابي من إنقاذكم مرة أخرى..

بواسطة
ياسمين لمغور

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock