منتصر حمادة يكتب : القواسم المشتركة بين الرحل عابد الجابري و ادريس أبركان

تبدو القواسم المشتركة بين الرجلين، الراحل محمد عابد الجابري وإدريس أبركان، في الكتابين أسفله، أكبر من الفوارق بينهما، على فرط أنه ثمة أهمية لهذه الفوارق ما دامت ثانوية.
على سبيل المثال، الجابري من المغرب، وإدريس أبركان من فرنسا، يقيم في سويسرا، من أب جزائري (من منطقة القبائل بالتحديد) وأم إيطالية، ومن المدافعين بالمناسبة عن مغربية الصحراء؛ الجابري يحرر بالعربية وترجمت بعض أعماله إلى الفرنسية والإنجليزية والألمانية، بينما أبركان يحرر بالفرنسية والإنجليزية وترجمت أعماله إلى اليابانية والصينية والروسية والكورية؛ الجابري نادر في المحاضرات الموجهة للجمهور خارج الجامعة، بينما أبركان ناهزت محاضرته رقم 600.
الشاهد هنا أن القواسم المشتركة هي التي تهمنا هنا في المنطقة، منها النقاط التالية:
ــ يمكن إدراج كتاب الجابري حول فلسفة العلوم وكتاب أبركان حول الذكاء الاصطناعي ضمن كتب تبسيط العلوم بالنسبة لفئة معينة من القراء، وضمن كتب بحثية نوعية تعتبر مادة أولية للباحثين في مواضيع الكتاب الأول والثاني. (وقد أشار الجابري إلى هذه الجزئية في مقدمة الكتاب، وهي مقدمة أبان فيها الراحل عن أخلاق العلماء، ولا تزيده إلا احتراما لدى القراء، وقضية تواضع الباحثين كما هو معلوم أصبحت معضلة حقيقية خلال العقد الأخير، وزادت مواقع التواصل الاجتماعي الأمر استفحالا، ولكن هذه حكاية أخرى)
ــ القاسم المشترك الثاني عنوانه الغيرة على المتلقي لكي لا يبقى “خارج التغطية” حسب الاصطلاح الرقمي، المتلقي الأول عند الجابري هو شعوب المنطقة، والمتلقي الثاني عند أبركان، القراء في المجال الفرنكفوني على الخصوص (الفرنكفونية هنا ثقافة وليس إيديولوجية، أي مجال لغوي ــ ثقافي منفتح على الآخر، وليس مشروعا يروم السيطرة والهيمنة)
ــ القاسم المشترك الثالث، الأمانة في الإحالة على المراجع، وغالبا ما تكون هذه الميزة سببا وراء انفتاح القراء على نسبة من تلك المراجع، ونعاين هذا المعطى بشكل جلي في كتاب أبركان مثلا، بسبب سعة اطلاعه من جهة، وطبيعة موضوع الكتاب لأنه جديد علينا في المنطقة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock