منتصر حمادة يكتب : القواسم المشتركة بين الفن و الدين

قلة قليلة من المبدعين في المجال الفني، الموسيقي، التي تجعل الإنسان يستحضر القواسم المشتركة بين الفن والدين. والحديث هنا عن أسماء من العالم بأسره، من طينة نصرت فاتح علي خان من باكستان، منشد فن القوالي (نمط من الموسيقى الروحية على غرار فن السماع) الموسيقار إينيو موريكوني من إيطاليا، أندريه ريو من هولندا. كل إسم من هؤلاء مدرسة لوحدها.
عازف البيانو كيث جاريت يوجد ضمن هؤلاء، من خلال مجموعة من أعماله، لعل أشهرها العمل الذي أدخله التاريخ، والحديث عن ساعة ونيف من الإبداع المرتجل في مدينة كولن مساء 24 يناير 1975.
ليس صدفة أنه بالرغم من الظروف الصعبة التي سبقت تلك الليلة التاريخية، كان الرجل في مقام يقترب من خرق العادة، أقلها أنه لم ينم منذ 24 ساعة قبل ذلك الموعد، قادما على سيارة طيلة عشر ساعات من سويسرا بعد مشاركته في حفل موسيقي، والأدهى أنه كان عليه العزف على آلة بيانو لم تكن في مستوى تطلعاته لأنها كانت في حالة سيئة، وبالرغم من هذه الإكراهات، أبدع أربع مقاطع بشكل تجعل المتلقي يستحضر مقدمة التدوينة أعلاه.
صعب الظفر بتفسير مادي مقنع لأداء الرجل في تلك الليلة، وتزداد الصعوبة مع استحضار تلك الأسباب المنغصة، لكن التفسير الغيبي مساعد جدا في الظفر بأجوبة شافية أو شبه شافية، ومن هنا أهمية الاشتغال على ثنائية الفن والدين، وهذا اشتغال متواضع جدا في الساحة. مع تنويه ضروري هنا بمضامين بعض الأعمال: إشارات جاءت في “الإسلام بين الشرق والغرب” لعلي عزت بيغوفيتش من البوسنة، ومجموعة من أعمال محمد التهامي الحراق من المغرب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock