محمد يتيم يكتب : هل التخلف قدر على الجنوب ؟؟
من الشمال إلى الجنوب ومن الجنوب إلى الشمال …
جربت سفرا لبلجيكا مرتين بالسيارة. رحلة متعبة ومغامرة خطيرة خاصة عندما تكون السيارة على “قد الحال” لكنها كانت مفيدة لي كي أتعلم أشياء كثيرة ومنها أنه كان في قدر من التهور في ركوب هذه المغامرة ثم السياقة دون توقف وبما في ذلك تعطل خطير في السيارة وسط إسبانيا في عز الصيف (جوان دو كيلاس) … فضلا عن كونها كانت فرصة لي وللأبناء كي يتعلموا أشياء كثيرة.
عندما ادخل فرنسا تبدو لي إسبانيا متخلفة وعندما أدخل ألمانيا تبدو لي فرنسا متخلفة جدا .. وعندما أدخل المغرب فلا تسل .. لكن مهلا .. كان هذا حين جربت السفر بالسيارة .. منذ ما يقرب من عشرين سنة …
بدءا من الشمال وأنت متجه نحو وسط المغرب وتتجول في مدنه الكبرى … رغم أن هناك بؤرا في بعض المدن مثل سلا ..حيث لا يزال دوار الحاجة شاهدا على كارثة عمرانية تقبع غير بعيد من الأحياء الراقية للسويسي والفيلات الفخمة في طريق زعير …
يبدو أن أمورا كثيرة تغيرت في أنا وفي المغرب ….
أصبحت ربما أقل تهورا وإدراكا لمخاطر السياقة نهارا وليلا دون التوقف إلا للضرورة …
كان ذلك السفر مغامرة ونوعا من التحدي للذات. وكانت نتيجة ذلك أنه فرض على أن أقيم اضطرارا في فندق جميل في قرية جميلة في وسط إسبانبا وهي التي ولد فيها الأديب الإسباني صاحب روية دون كيشوت محارب طواحين الهواء (سيربانتيس) على حساب مونديال أسيستانس في انتظار إصلاح السيارة …
والواقع انني كنت في ذلك السفر شبيها بدان كيشوت الذي كان يحارب الطواحين .. بينما كنت احارب المسافات بالرغم من ان النوم كان في كثير من الأحيان غلابا ….