محمد الغلوسي يكتب : نضال المرأة سيستمر من أجل الكرامة و الحرية و العدالة
خضعت المؤسسات والبنيات التقليدية المنتجة للقيم وتوزيع الأدوار داخل المجتمع لتحولات سوسيولوجية عميقة وفي مقدمتها مؤسسة الأسرة، وهكذا اقتحمت النساء مجالات كانت الى الامس القريب حكرا على الرجل، بل إن بعض القطاعات كقطاع التربية والتعليم حدث فيها تحول نسبي إذ أثبتت نتائج البكالوريا على سبيل المثال تقدم الفتيات على الذكور.
وفي مجال الشغل والاقتصاد فإن نسبة مهمة من الأسر تعيلهن النساء وأصبحن قوة عاملة لا بأس بها في مجالات الفلاحة والصناعة بمختلف أشكالها ، ورغم هذا التقدم الحاصل فإن النساء لازلن يواجهن صعوبات ثقافية واجتماعية تعيق تقدمهن، وهكذا فإن العنف ضدهن المادي والرمزي قد تصاعدت نسبته مؤخرا واتضحت حدته خلال ازمة كورونا ،كما أن نصوصا قانونية ضمن مدونة الأسرة والقانون الجنائي تعمق التمييز والدونية، هذا دون أن نغفل التراث الثقافي بمعناه الواسع بحمولته الماضوية التي تنظر إلى المرأة كجسد مثير “للفتنة “وتستل السيوف ويوظف الدين بحدة كلما أثير موضوع حقوق المرأة والمساواة بين الجنسين وتشحذ القوى المحافظة كل الأسلحة لتكريس واقع التمييز واضطهاد النساء تارة باسم الدين وتارة باسم التقاليد والأخلاق تحت عناوين “حشومة” “عيب وعار ” ، وأيضا “العيالات مابقاوش يحشمو” بل إن بعض ” الأفكار “تذهب أبعد من ذلك وتقول بأن سبب عدم هطول الأمطار راجع إلى طبيعة لباس النساء غير المحتشم !!
نضال المرأة سيستمر إلى جانب كل الأحرار من أجل الكرامة والحرية والمساواة والعدالة، وبمناسبة يوم 8 مارس اليوم العالمي للمرأة أقدم لكل النساء باقة ورود وأهنئهن بعيدهن، وكل عام والنساء بخير.