سعيد ناشيد يكتب : المبادئ الفلسفية لمهارة اللعب …

يقول مؤسس رياضة الكاراطيه المعلم غيشن فوناكوشي في أحد المبادئ الفلسفية لمهارة اللعب، والتي هي مهارة في الحياة أيضا :
لا تفكر في أنك ينبغي أن تفوز، بل فكر في أنك ينبغي ألّا تخسر.
رغم أنّ الدلالة قد تبدو هي هي، حيث الفوز هو عدم الخسارة، والخسارة هي عدم الفوز، إلّا أنّ التفكير في الفوز ليس هو التفكير في الخسارة، وبالأحرى فإنّ التأثير على النتيجة يختلف.
وإليك الاعتبارات :
حين تفكر في أنك ينبغي أن تفوز فقد تندفع متجاهلا مكامن ضعفك التي تبقى ملازمة لأي قوة مهما عظمت، لهذا السبب كثير من الأقوياء يخسرون.
حين تركز على الفوز فقد تندفع بسرعة وبنحو قد يُعرض قوتك للاستنزاف.
لكنك حين تركز في المقابل على تفادي الخسارة فإنك ستحاول فهم قوة خصمك وبالتالي استيعابها، وستمتلك الصبر الكافي لأجل ذلك.
غير أن القاعدة تصدق على الحياة برمتها، طالما الحياة معارك.
حين تقول، أريد زواجا سعيدا، ستخسر الرهان على الأرجح، وأما إذا اكتفيت بالقول، أريد زواجا أقل تعاسة ومللا، فاحتمالات السعادة تصبح أكبر.
حين تقول، أريد حياة بدون مشاكل، ستخسر الرهان على الأرجح، وأما إذا اكتفيت بالقول، أريد حياة بأقل ما يمكن من المشاكل، فاحتمالات الهناء تصبح أكبر.
حين تقول، أريد أن أصبح ثريا، ستخسر الرهان لا محالة، أو تصبح من سراق الأموال، أو سراق المال العام، طالما لا يوجد على الإطلاق أي طريق قانوني أو أخلاقي يحملك من مجتمع الفقراء إلى مجتمع الأثرياء، وإنه لحُكم نهائي أمضاه التاريخ بنحو غير قابل للطعن، حتى إشعار آخر. وإلى ذلك الحين ينبغي أن تواصل الحياة.
قد تكون مظلوما في السجن تناضل من أجل حريتك، هذا النضال قدرك الذي ليس منه بد، لكنك في الأثناء ينبغي ألا تنسى قدرك الآخر، وهو أن تواصل الحياة حيث أنت.
قد تكون مطرودا من العمل تناضل من أجل خبزك وقوت عيالك، هذا النضال قدرك الذي ليس منه بد، لكنك في الأثناء ينبغي ألا تنس قدرك الآخر، وهو أن تواصل الحياة كما أنت.
إذا لم تمتلك شجاعة الحياة ستخسر كل قضاياك، حتى ولو امتلكت شجاعة الرأي أو الصراخ.
وهكذا ينبغي أن تقول:
سأخوض معركة تفادي الخسارة كل يوم: تفادي الجوع، والمرض، وحوادث السير، والفراق، والفقد، وفخاخ الإغراءات اللاقانونية، وكل ما من شأنه المساس بالحرية والكرامة والحياة.
ربما يكون جيبي فارغا لكن عقلي ليس فارغا، إذ فيه خبرات حياتي وخبرات النوع البشري برمته. وطالما يتعلق الأمر بمعارك الحياة فإن الذكاء حاسم لحسن الحظ.
لقد مرّ هذا اليوم سيئا، فماذا عن الغد؟
سأجعل غدي أقل سوءا.
خطتي هي ألّا أخسر، وإلّا فالخطة البديلة أن أقلص من حجم الخسارة ما أمكن.
تلك خطتي في الحياة، لكنها أيضا قوتي أمام الحياة.
ذلك ما ينبغي أن تقوله كل يوم.
فهل تسمعني؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock