جرادة : المندوب السامي لقدماء المقاومين يفتتح مركزا جديدا للذاكرة التاريخية
تم يوم الثلاثاء، تدشين فضاء الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير بجماعة عين بني مطهر بإقليم جرادة، بمناسبة تخليد الذكرى ال89 لمعارك جبل بادو الخالدة.
وتطلب إنجاز هذا الفضاء، الذي تم افتتاحه بحضور وفد رسمي يضم، على الخصوص، المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، مصطفى الكثيري، وعامل إقليم جرادة، مبروك ثابت، ومنتخبين وعدة شخصيات، غلافا ماليا قدره 800 ألف درهم.
وجرى إنجاز هذا المشروع بشراكة بين المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، وولاية جهة الشرق، ومجلس الجهة، والمجلس الإقليمي لجرادة، وجماعة عين بني مطهر، بهدف المساهمة في حفظ وصيانة الذاكرة التاريخية للمقاومة وتعزيز قيمها لدى الأجيال القادمة.
ويحتوي هذا الفضاء، بالخصوص، على رواق لعرض الوثائق التاريخية والمخطوطات والصور والتحف والأدوات والمعدات من قطع الأسلحة والألبسة واللوازم التي جرى استخدامها إبان فترة الكفاح الوطني، وخزانة للكتب وإصدارات المندوبية السامية، بالإضافة إلى قاعة للسمعي البصري، ومرافق إدارية وصحية.
وأكد السيد الكثيري، في كلمة بالمناسبة، أن إحداث هذا الفضاء ينبع من المكانة التاريخية التي تتبوأها المنطقة في خريطة الحركة الوطنية والمقاومة المسلحة ضد الاستعمار الفرنسي، ومن حجم التضحيات والبطولات والأعمال التي أسداها نساء ورجال قبائل المنطقة ضد الوجود الاستعماري.
وأضاف أن هذا الفضاء هو اعتراف بهذه البطولات يستحضر من خلاله الجيل الصاعد الصور المشرقة للملاحم التي صنعها أبناء هذا الإقليم في سبيل عزة الوطن وحريته واستقلاله، مبرزا أن هذه المؤسسة المنفتحة على محيطها المحلي والإقليمي والجهوي، ستعمل بتنسيق دائم ومنسجم في إطار تشاركي مع جميع الفعاليات من أجل بلورة مجموعة من الأنشطة التربوية والتثقيفية والتواصلية مع الذاكرة التاريخية الوطنية والمحلية.
وذكر السيد الكثيري بأن المندوبية أعدت برنامج عمل يروم إحداث شبكة من فضاءات الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير بلغت إلى حد الآن 103 وحدة – فضاء مبثوثة في كل أرجاء الوطن، وذلك لتصبح مشتلا لحفظ وصيانة الذاكرة التاريخية ومدارس لتلقين الناشئة والأجيال الجديدة مبادئ وقيم الوطنية والمواطنة الايجابية.
ويخلد الشعب المغربي ومعه أسرة الحركة الوطنية والمقاومة وجيش التحرير، غدا الأربعاء، الذكرى ال89 لمعارك بادو المجيدة، التي كانت ربوع تافيلالت المجاهدة مسرحا لها في صيف سنة 1933، في مواجهة الأطماع التوسعية للوجود الأجنبي والتسلط الاستعماري ودفاعا عن المقدسات الدينية والثوابت الوطنية.