تيفلت : مسلسل اعتقال أباطرة الفساد بالمغرب … شبح يتهدد كبار المنتخبين بالمنطقة
منذ انطلاق حملة التطهير ضد أباطرة الفساد بالمغرب والتي قادت لاعتقال كبار السياسيين بمختلف مناطق البلاد، خيم جو من الهلع والخوف داخل صفوف عدد من المنتخبين بمدينة تيفلت والذين باتوا يتحسسون رؤوسهم مخافة أن تطالهم يد العدالة، نظير ارتكابهم لممارسات وتجاوزات تنطوي على الثراء الفاحش، وفي هذا الصدد تلزم الإشارة أن ذات الأطراف والذين تحوم حولهم شبهات استغلال النفوذ تمكنوا من مراكمة ثروات مالية كبيرة مشكوك في مصدرها، الأمر الذي يطرح أكثر من علامة استفهام حول ظروف وحيثيات اغتناء جهات محددة والتي كانت حتى أجل قريب تعاني من العوز والفقر الاجتماعيين قبل أن يتغير وضعها الاجتماعي بشكل ملفت للانتباه علما أن غالبيتهم لا يتوفرون على مورد عيش قار يؤهلهم ليصبحوا من أثرياء المنطقة ليتحولوا بقدرة قادر إلى أعيان بالمنطقة نظير استغلالهم لمراكزهم السياسية والتي أضحت لا محالة موردا للكسب غير المشروع بالنسبة إليهم.
تساؤلات بالجملة أضحى الرأي العام المحلي بمدينة تيفلت يطرحها بقوة والتي تستدعي ضرورة تفاعل دوائر السلطة والقرار مع هذه المطالب المجتمعية المشروعة، تكريسا للمبدأ الدستوري الرامي لربط المسؤولية بالمحاسبة، وفي هذا الصدد أجمعت جل النقاشات التي واكبت حملة التطهير المعلنة من قبل الدولة ضد أباطرة الفساد على أهمية أن يشمل مسلسل التوقيفات المذكور منتخبين كبار على مستوى المنطقة ضمانا لعدم إفلات المتورطين في مثل هكذا جرائم من العقاب، وهي المطالب التي تراهن عدد من القوى الحية بالمجتمع على بلورة أسسها على أرض الواقع إحقاقا للقانون.
إن مراكمة منتخبين كبار بمدينة تيفلت لثروات مالية خيالية بات اليوم يسائل الدولة المغربية أكثر من أي وقت مضى، لاسيما وأن الجهات المذكورة عمرت لسنوات طويلة في مراكزها السياسية والتي تهم بالأساس تدبير الشأن العام دون أن تطالها يد العدالة، مما فسح المجال أمام هذه الأخيرة لتبسط هيمنتها على قطاعات حيوية وبالتالي التصرف في المال العام بلا حسيب ولا رقيب، الأمر الذي جعل ذات الأطراف تزداد تغولا ونفوذا على جل المستويات والأصعدة.