تيفلت : السلطات تنجح في تأمين احتفالات رأس السنة في أجواء استثنائية

شكل رهان تأمين احتفالات رأس السنة يوم أمس السبت 31 دجنبر 2022 تحديا للسلطات العمومية بمختلف ربوع المملكة، وفي هذا الصدد سخرت الدولة كل إمكانياتها لضمان مرور هذا الحدث في أجواء جيدة تراعي أحقية المواطنين في تخليد هذه المناسبة في جو يتسم بالاستقرار الاجتماعي وذلك استعدادا لاستقبال العام الجديد باستشراف واعد لغد أفضل.

ويأتي الاحتفال بهذا الحدث خلال سنة 2022 التي نودعها في سياق الإنجاز التاريخي الذي حققه المنتخب الوطني المغربي خلال مشاركته بكأس العالم قطر 2022، إذ عاش المغاربة على وقع احتفالات بمختلف ربوع المملكة، وهي الأجواء التي عززت من فخر الانتماء لوطننا، كلها إذن معطيات جعلت الدولة تستشعر أهمية الحفاظ على هذا التراكم الهام الذي سيساهم لا محالة في بناء الذاكرة التاريخية لبلدنا، وهنا لابد من التذكير بأن المديرية العامة للأمن الوطني ساهمت في تخليد هذا النجاح الباهر سواء على المستوى الداخلي أو الخارجي ، لذا حرصت السلطات العمومية على تثمين هذه المنجزات عبر بذل مزيد من العطاء و المتمثل في حماية حقوق و مصالح المواطنين لتيسير شروط عيشهم في ظروف تحفظ كرامتهم .

غير أن التقاط هذه الإشارات من قبل السلطات العمومية اكتسى طابعا متباينا بين مختلف الجهات الإدارية للمملكة وذلك بالنظر للتصورات المعتمدة والتي تمت بلورتها من قبل الفاعلين السياسيين والاجتماعيين و انخراط المهتمين والمتدخلين في تدبير الشأن العام مما أفرز لنا نتائج تستلزم التمحيص لتجاوز الإخفاقات في أفق بناء جهات إدارية قادرة على اعتماد استراتيجيات منفتحة للتنمية يساهم الجميع في تنزيلها على أرض الواقع بما يعود بالنفع على برامج التنمية المجتمعية.

السلطات العمومية بمدينة تيفلت شكلت استثناء ونموذجا يحتذى به في استراتيجية تأمين احتفالات رأس السنة، إذ أن السياسات الأمنية والقضائية المندمجة والتي تم إرساء معالمها على مستوى مدينة تيفلت حققت تصديا شاملا لكل مظاهر الجريمة وذلك بفعل التعاطي الاستباقي مع المشتبه في ارتكابهم لأفعال تكتسي طابعا جنحيا أو جنائيا مما أدى إلى ضبط مفاتيح قراءة الوضع الأمني بدقة وهو الأمر الذي ساهم في إحقاق استقرار اجتماعي عزز من ثقة المواطنين في المؤسسات الأمنية بالمدينة.

نجاح السياسة الأمنية بتيفلت أخد بعدا استراتيجيا منذ تعيين السيد عبد القادر عزيزي على رأس مفوضية الشرطة بالمنطقة إذ استطاع هذا المسؤول في ظرف وجيز توحيد صفوف مختلف المصالح وفسح المجال للكفاءات الأمنية لتضطلع بمسؤوليتها من منطلق يراعي مقومات النجاعة والحكامة مما أدى إلى بناء مناخ عمل منفتح مبني على احترام كافة العاملين في المنظومة الأمنية تفعيلا للتوجيهات الاستراتيجية للمديرية العامة للأمن الوطني التي تحث على أهمية الاستثمار في الموارد البشرية لجعلهم دعامة أساسية لتحقيق الإصلاحات المنشودة.

جدير بالذكر أن السياسة الأمنية التي تم اعتمادها بالمدينة حملت بصمة الكفاءات الأمنية بالمنطقة، غير أن هذه المبادرات ظلت تكتسي طابعا مؤسسيا صرفا، ومع مرور الوقت حظيت هذه الاستراتيجية بدعم النيابة العامة المختصة بالمحكمة الابتدائية بتيفلت من خلال التعاطي مع مختلف الظواهر الإجرامية بنوع من اليقظة والنجاعة وفي احترام تام للقوانين الجاري بها العمل، وقد شكل تعيين السيد سعيد الصالحي باشا مدينة تيفلت نقطة فارقة في مسار تدعيم هذا الخيار و جعله نموذجا متفردا سيفسح المجال للعمل في إطار التنسيق المشترك على مستويات أخرى من شأنها أن تساهم في إنعاش عجلة التنمية الاجتماعية.

السيد سعيد الصالحي باشا مدينة تيفلت انخرط بكل مسؤولية في إعداد تصورات لبرامج سيكون لها وقع كبير على مستوى التنمية كما استطاع تشخيص مظاهر الاختلالات البنيوية التي شهدتها العديد من القطاعات في أفق العمل على بسط حلول عملية لتجاوز المشاكل المطروحة، كلها حيثيات وتفاصيل جعلت السلطات العمومية موحدة يوم أمس في مهمتها الجسيمة التي تمثلت في التصدي لكل المظاهر الإجرامية بنوع من الحزم واليقظة وفي استحضار لروح المسؤولية تكريسا لمبادئ الحكامة الرامية لاحترام قيم حقوق الإنسان فكانت المحصلة تأمين شامل و مطلق لاحتفالات رأس السنة في جو متميز .

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock