المغرب-إيطاليا : مباحثات حول تعزيز فرص التعاون في مجال الصحة و الحماية الاجتماعية
أجرى وزير الصحة والحماية الاجتماعية، خالد آيت طالب، يوم الخميس 23 ماي بالرباط، مباحثات مع سفير جمهورية إيطاليا بالمغرب، أرماندو باروكو، والذي كان مرفوقا بوفد هام من بلاده، حول تعزيز فرص التعاون في مجال الصحة والحماية الاجتماعية.
ويندرج هذا اللقاء في إطار سياسة تعزيز العلاقات الثنائية في عدة مجالات، لاسيما تشجيع التعاون المثمر في قطاع الصحة والحماية الاجتماعية، بما يتماشى والتطلعات المشتركة للبلدين في المجال، وذلك في ضوء التوجيهات الملكية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، المتعلقة بإطلاق إصلاح جذري وعميق للمنظومة الصحية الوطنية.
وبهذه المناسبة، تم تقديم مشروع مؤسسة “ماما صوفيا: تقليص المسافات في العلاج” من طرف مؤسستها والرئيسة، زكية صديقي.
ويهدف هذا المشروع إلى إقامة شراكة بين وزارة الصحة والحماية الاجتماعية وهذه الجمعية الخيرية التي تعنى بالحماية الاجتماعية والرعاية الصحية للأطفال في وضعية صعبة عبر العالم، وخصوصا في البلدان الإفريقية.
وفي كلمة بالمناسبة، أكد السيد آيت طالب أن المشروع الرائد “ماما صوفيا” يأتي في الوقت المناسب، وذلك في سياق الورش الجاري لإصلاح المنظومة الصحية الوطنية، التي أطلقتها وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، لمواكبة المشروع الملكي لتعميم الحماية الاجتماعية.
وأضاف أن “الرقمنة تشكل رافعة أساسية، لدورها في تحسين تدبير الموارد الصحية ومسار صنع القرار”، مبرزا “الدينامية الكبرى” الحالية لإنشاء منظومة معلوماتية صحية وطنية مندمجة وذكية، ترتكز على الملف الطبي الرقمي للمريض.
وقال إن مشروع “ماما صوفيا”، الذي يتماشى مع هذه الرافعة، يشكل مبادرة متقدمة لتعزيز التدبير الفعال لموارد الرعاية الصحية، وخفض التكاليف، وتحسين نجاعة العلاجات، فضلا عن العدالة والجودة للولوج إلى العلاجات بالتراب الوطني.
أما بالنسبة للسيدة صديقي، يضع هذا المشروع للتعاون التميز الإيطالي في المجال التكنولوجي رهن إشارة المهنيين المغاربة بقطاع الصحة.
وقالت إن هذا المشروع، الذي سيمكن من نشر التكنولوجيا على نطاق واسع، يدل على التعاون الملموس بين المؤسسات والمجتمع المدني والمقاولات، ويعكس أيضا التزام مؤسسة “ماما صوفيا” بتعزيز القيم الأخلاقية والاجتماعية.
من جانبه، أعرب سفير إيطاليا بالمغرب عن “ارتياحه البالغ” للعلاقات الثنائية بين البلدين، والتي تشهد دينامية جد إيجابية في جميع مجالات التعاون، مشددا على ضرورة تعزيز هذا التعاون في قطاع الصحة من خلال توفير الكفاءات والخبرات المشتركة.
ويروم هذا المشروع، تمكين اقتناء أجهزة محمولة غير جراحية لمراقبة المؤشرات الحيوية، مرخص لها للاستخدام الطبي، وإنشاء منصة للاستشارات الطبية عن بعد، وتبادل الصور والوثائق السريرية، وإحداث بوابات إلكترونية مخصصة لجمع وتحليل البيانات وإدارة التنبيهات، وتطبيقات تفاعلية مع المريض، فضلا عن إنشاء منصة خاصة بتكوين مهنيي الصحة وتعزيز قدراتهم في مجال التكفل والرعاية الصحية.
يشار إلى أن مؤسسة “ماما صوفيا” هي جمعية خيرية غير ربحية، تم إحداثها سنة 2021، وتعنى بالأطفال في وضعية صعبة، ولا سيما أطفال الشوارع.