أخنوش : الاعتراف الرسمي بالأمازيغية جاء نتيجة للإرادة الملكية السامية
جرى اليوم الثلاثاء بالخميسات، إطلاق المشاريع المتعلقة بتعزيز استعمال اللغة الأمازيغية بالإدارات العمومية، وذلك بحضور رئيس الحكومة عزيز أخنوش.
ويأتي هذا المشروع، الذي جرت مراسيم إطلاقه بحضور السيد عزيز أخنوش رئيس الحكومة وعدد من أعضائها والأمين العام للمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، وكذا مسؤولين ومنتخبين، تجسيدا للإرادة الملكية السامية التي خصت الأمازيغية بعناية واهتمام كبيرين.
وقد ألقى السيد عزيز أخنوش رئيس الحكومة كلمة له بهذه المناسبة في ما يلي نصها الكامل:
السيدة والسادة الوزراء؛
الحضور الكريم؛
أيتما إيستما أزول فلاون
يطيب لي في البداية، ونحن على أبواب الاحتفال برأس السنة الأمازيغية 2973، أن أتقدم بأحر التهاني للجميع «Asggas Amazigh Ighudan» .
فكما تعلمون، جاء الاعتراف الرسمي بالأمازيغية نتيجة للإرادة الملكية السامية التي مكنت من قطع أشواط كبرى خلال العشرين سنة الماضية، وقد بدأ هذا المنعطف التاريخي مع خطاب أَجْدِير الذي ألقاه جلالة الملك نصره الله سنة 2001؛
وفي سنة 2019، تم اعتماد القانون التنظيمي الذي يحدد مراحل تفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية وآليات دمجها في التعليم وفي مختلف مناحي الحياة، وذلك بعد 8 سنوات من الركود المحافظ. ويؤكد هذا القانون بقوة وحزم مكانة الأمازيغية ومساهمتها في الهوية المغربية المتعددة الروافد؛
واليوم، نشهد بفضل مجهودات الحكومة الحالية على مظاهر تكريس تفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية كما نص عليها دستور 2011، ارتباطا بالرؤية الاستباقية لصاحب الجلالة؛
غير أن الإرادة السياسية القاضية بالمضي قدما في تفعيل هذا الورش غير كافية دون تعبئة الموارد المالية اللازمة لتحقيق هذا الطموح. واستجابة لذلك، خصصت الحكومة غلافا ماليا يناهز 200 مليون درهم برسم سنة 2022 وبرمجت 300 مليون درهم برسم قانون المالية لسنة 2023، على أن يتم رفعه تدريجيا خلال السنوات المقبلة ليبلغ 1 مليار درهم في أفق سنة 2025؛
وقد مكن ذلك من الشروع في تنزيل خارطة الطريق لتفعيل هذا الورش التي تظم 25 إجراءا في المحاور المتعلقة بالإدارة والخدمات العمومية، والتعليم والعدل والثقافة والإعلام السمعي البصري، ومن جملة الإجراءات المنجزة، نخص بالذكر:
تسخير أعوان استقبال لإرشاد وتوجيه المرتفقين الناطقين باللغة الأمازيغية (تريفيت وتشلحيت وتمزيغت) وتسهيل تواصلهم بالمحاكم ومؤسسات الرعاية الصحية الأولية والمستشفيات وكذا المؤسسات التابعة لوزارة الثقافة والتواصل والشباب؛
توفير أعوان مكلفين بالتواصل الهاتفي باللغة الأمازيغية، يوزعون على عدد من مراكز الاتصال التابعة لبعض القطاعات الوزارية والمؤسسات العمومية، والتي تشهد إقبالا كبيرا من طرف المرتفقين، في أفق تعميمه على جميع مراكز الاتصال؛
دعم الأنشطة الأمازيغية وكذا المعارض الفنية والمبادرات التي من شأنها تثمين التراث المادي واللامادي للثقافة الأمازيغية؛
ثم تعميم إدراج اللغة الأمازيغية داخل مقرات الإدارات وعلى لوحات التسمية والتشوير ووسائل النقل وكذا المواقع الإلكترونية.
كما تم عقد اجتماعات تشاورية في إطار المقاربة التشاركية مع فعاليات أمازيغية مختلفة، تكللت باعتماد مجموعة من المقترحات واذ نحن بصدد تنزيلها؛
وإذ نحن فخورون بتفعيل ورش الأمازيغية من خلال هذه الإجراءات، نواصل الاجتهاد داخل الحكومة بشراكة مع مختلف الفاعلين، لأن الاعتراف بالأمازيغية لا يمكن أن يقتصر على الحقوق الثقافية واللغوية فقط، بل يجب أن يمتد ليشمل كذلك تدارك تأخر التنمية الاجتماعية والاقتصادية.